صدقة الوالدين من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله، فهي سبب في مغفرة الذنوب، ورفع الدرجات، وجلب البركة في الرزق. وعندما تكون الصدقة عن الوالدين، فإن أجرها يتضاعف، لأنها تجمع بين الصدقة وبر الوالدين، مما يجعلها من أفضل الأعمال التي يمكن تقديمها لهم في حياتهم وبعد وفاتهم.
فضل الصدقة عن الوالدين
حثّ الإسلام على برّ الوالدين في كل الأحوال، ومن صور هذا البر التصدق عنهم، سواء كانوا أحياءً أو بعد وفاتهم. فقد جاء في الحديث أن رجلًا سأل النبي ﷺ: "يا رسول الله، إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم". فهذه الصدقة تصل إلى الوالدين وتنفعهم في قبورهم، وتكون سببًا في رفع منزلتهم عند الله.
كما أن الصدقة بشكل عام لها فضل عظيم، فقد قال النبي ﷺ: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار". فكيف إذا كانت هذه الصدقة في أطهر بقاع الأرض، في الحرم المكي؟
لماذا الصدقة في الحرم المكي؟
يُعد الحرم المكي من أعظم الأماكن عند الله، حيث تتضاعف فيه الحسنات، وهو المكان الذي تهوي إليه قلوب المسلمين من كل أنحاء العالم. وقد ورد أن الصلاة في المسجد الحرام تعدل مئة ألف صلاة، مما يدل على أن جميع الأعمال الصالحة فيه مضاعفة الأجر، ومنها الصدقة.
الصدقة في الحرم المكي تمنح المتصدق فرصة لنيل أجر أعظم، وتكون بمثابة هدية لا تقدر بثمن للوالدين، سواء كانوا على قيد الحياة أو في رحمة الله.
طرق تقديم الصدقة عن الوالدين
يمكن تقديم الصدقة بعدة أشكال، منها:
- إطعام المحتاجين في الحرم
- المساهمة في سقيا الماء للحجاج والمعتمرين
- المشاركة في مشاريع الوقف الخيري
- التبرع لدعم الخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام عن طريق جمعية تبرعات الريان
أعمال أخرى تهدي ثوابها للوالدين
بالإضافة إلى الصدقة، هناك أعمال أخرى يمكن أن تُهدى ثوابها للوالدين، مثل:
- الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة
- قراءة القرآن وإهداء ثوابه لهم
- كفالة الأيتام أو المساهمة في بناء المساجد
- توزيع المصاحف أو الكتب الإسلامية
ختامًا
الصدقة عن الوالدين في الحرم المكي هي من أعظم الهدايا التي يمكن تقديمها لهم، فهي تجمع بين برّ الوالدين ومضاعفة الأجر في أعظم بقاع الأرض. ولا يوجد أجمل من أن يُكرم الإنسان والديه بعمل يبقى أجره مستمرًا لهم